عاش رجل حكيم اسمه إبراهيم في كوخ على أعلى نقطة في القمم المعلقة بين السماء والأرض
عاش رجل حكيم اسمه إبراهيم في كوخ على أعلى نقطة في القمم المعلقة بين السماء والأرض. انقطع إبراهيم عن بقية المجتمع والمدينة ليكرس وقته للصلاة والتأمل وتقديم المشورة للمحتاجين بناءً على تجربته الحياتية.وهو في طريقه إلى الغابة المجاورة لكوخه ، حيث كان يعبد الخالق ويتأمل الطبيعة لاحظ إبراهيم ذات مرة رجلاً حسن المظهر يملئ الفرح ملامح وجهه ، فسأله: ما سر فرحتك الظاهرة على وجهك ؟
قال الرجل ، "مفتاح سعادتي أن الله سبحانه قد وفقني و ساعدني دائمًا في كل المشاريع و اعمالي التجارية التي قمت بها ، فأصبحت ثريًا للغاية!" ، فقال إبراهيم: أنت مبارك يا رجل" لأنك تشكر ربك على هباته وتذكر كرمه عليك ، فتراه يوسع نعمه عليك ويبارك لك.
استمر إبراهيم في المشي ، فوجد رجل فقير ثيابه ممزق ، طويل الشعر ، اقترب منه وسأله: ما سر فقرك وحالتك المروعة؟
فقال الرجل الفقير وهو متذمر : ما باركني الله بشيء! لم أعيش يوما في سعادة او راحة ولا حتى أصبحت ثريا فقال إبراهيم : عد إلى الله يارجل فالله واهب كل نعمة وبركة.
فقل الرجل الفقير : لماذا أفعل ذلك إذا لم أتلق شئ من النعم والبركات حتي الآن؟ قال إبراهيم: "صلّ واشكر ربك على كل ما أعطاك إياه". أشكر الله على كل ما أعطاني إياه؟ هل هناك أي شيء حتي اشكره عليه؟ ملابسي المتسخة المتمزقة ، أم ذاتي المتطرفة ، أم حياتي التعيسة؟ إعلم ايها الرجل إنني لا أشكر قبل أن أتلقى! فتركه ابراهيم واكمل سيره وهو يفكر في الرجلين اللذين التقيا بهما: الغني الذي ينسب ماله وسعادته ونجاحه إلى الله ويمدحه ، والفقير الذي ينسب فقره ومعاناته إلى ربه ولا يحمده على الاطلاق. في هذا التوقيت ، قرر الرجل الفقير السفر إلى المدينة على أمل تحسين ظروفه السيئة.
وكانت صدمة الرجل الفقير عندما رأى المتاجر بأضوائها الكبيرة في المدينة ، وازداد غضبه ونقمته على فقره. وأثناء مشيه سمع صوتًا يتكلم ويقول: أعطني مال لله يعطيكم الله ، استدار الفقير ليري ذلك الصوت ، ورأى رجلاً أعمى بيده قبعة به القليل من المال الذي تبرع به بعض المارة الذين يشفقون عليه ، فواصل مسيرته متذكرًا سبب نزوله إلى المدينة في المقام الأول وهدفه ، وفجاة وجد نفسه أمام رجل عاجز عن الوقوف علي قدميه يقعد على كرسي متحرك ، وهو يصرخ: ارحمني ، يرحمك الله ساعدني من فضلك…
ركض الرجل الفقير بسرعة حتى أجبره الإرهاق على الوقوف أمام حديقة عامة ، حيث دخل وجلس على أحد المقاعد ، ليعود إلى نفسه ويفكر في الحياة وقيمتها إذا عاشها أعمى أو عاجز وكسيح. فهم أنه ليس فقيرا كما كان يظن ، بل هو غني بصحته وعنيه ورجليه ويديه وهذه النعم لا ثمن لهما ولا تعوضهم شئ ، بدأ الرجل الفقير بحمد وشكر ربه على نعمة الصحة ويشكره على جميع نعمه عليه ، وقرر أن يستغفر الله ويتوب عما قاله من قبل، فا شعر فجأة وكأنه تحول إلى شخص آخر ، وأراد أن يبحث عن عمل يحسن به وضعه ، فترك الحديقة العامة
وبينما كان يسير في شارع مزدحم ، سمع الرجل الفقير صوتًا ينادي من بعيد: "أوقفوا السارق!" لقد سرق حقيبتي
استدار الرجل الفقير بسرعة ورأى رجلاً مقنعا يجري أمامه ومعه حقيبة كبيرة في يده ، فامسك باللص الذي حاول الفرار عبثاً، وحشد من المتفرجين تجمعوا حول اللص والرجل الفقير بانتظار رجال الشرطة الذين وصلوا بسرعة واعتقلوا السارق و هنأوا الرجل الفقير الذي أوقفه على شجاعته ، ونتيجة لذلك قام صاحب محل المجوهرات المسروقة مكافأته بمبلغ مالي كبير ، مما جعل الرجل الفقير يتذكر كلام ذلك الرجل الحكيم له ، فرفع يديه إلى السماء وهو يبكي وقال : شكرا لك يا الله
إرسال تعليق