قصة أخر فرحة
وتزوجت ابنتها الوحيده عزه في امريكا من زوج باكستاني مسلم تجنس بالجنسية الأمريكية وبقت هي وحيدة ولم يبقي لها الا الذكريات وبعض اقاربها الذين يسالون عنها من وقت لأخر ويقومون على طلباتها لا لشيء سوى انها كانت كريمه معهم لم تبخل يوما على احد منهم في اي طلب يطلبه وكان من بين اقاربها قريبتها ليلي التي كانت دائما السؤال عنها لكن ليلي هذه تصبح في لحظه لعبه في يده الشيطان يحركها كيفما شاء لتكتب بيدها الفصل الأخير في حياة السيدة سنية فمن هي ليله؟؟
هي إمرأة مطلقة في الخامسه والعشرون من عمرها ولها ولد وبنت ، الولد عمره ست سنوات والبنت اربع سنوات حالتها الماديه اصبحت في الحضيض بعد طلاقها من زوجها فلم تجد غير السيدة سنية بنت عمها ووالدتها التي كانت تلجأ إليها عندما كان يضاق بها الحال لمعرفتها بثرائها وكرمها في نفس الوقت ولكنها لم تصُن الجميل!! ، يوم الحادث كانت السيده سنيه كعادتها بمفردها في المنزل.
لم يكن هذا اليوم يوما عاديا فتاريخ ذلك اليوم يحمل لها اسوء ذكريات العمر كله ، فهو يوافق ذكرى وفاه زوجها قبل 20 عام كان معها يظلها بظلو ويحتويها بحنانه ويفهمها من نظره عينيها ولا يؤخر لها طلبا كلاهما عاش في حمايه حبهما الكبيركلاهما لا يطيق البعاد عن الأخر لحظه واحده ... و لحظه اقترب منها زوجها وعانقها لم تكن تدري انه الوداع الاخير فارق الحياة وهي بين ذراعيه وكان يرجوها الا تبعد عنه ابداً ، ومنذُ هذه اللحظه عرفت الزوجة الحزينه طعم الفراق واستسلمت الي نظام حياتها الجديد ، كان من عادة السيدة سنية ان تستيقظ مبكرا وتستدعي البواب لكي يقضي لها طلباتها اليوميه و يوم الحادث اتصلت بها ليله.
لتخبرها إنها ستأتي لزيارتها اليوم وبصحبتها السباك الذي طلبته منها منذ عده ايام ، جلسه السيدة سنية وسط البوم الصور و شرائط الفيديو تحيي الذكرى السنويه لوفاه زوجها على طريقتها الخاصه تستوقف كل صوره بما تحمله من ذكرى جميلة في حياتها ، فتحتضنها وتقبلها ثم تعيدها الى الالبوم مره اخرى ثم تلتقط بعدها صوره اخرى!! وظلت على هذا الحال حتى انتصف النهار واستيقظت من استغراقها العميق في أحضان الذكريات على صوت جرس الباب وعندما فتحت وجدت في وجهها.
ليلي ابن بنت عمتها وبصحبتها شاب اسمر طويل قدمته لها على انه كرم السباك الذي جاء ليصلح لها السباكة كما اتفقت معها من قبل ، دعتهم السيدة للدخول وماهي الا لحظات حتى دفعتها ميرفت وسارع المدعو كرم بطعنها ، و في نفس اللحظه جاء فيها عمال الغاز لأصلاح عداد الشقة بعد شكوى السيدة العجوز ، فحاولت ميرفت وشريكها الهرب لكن العمال سارعوا بالقبض عليهم ونجت السيدة سنية من الموت بعد إسعافها بالمستشفى.
يقول ابنها الوحيد في رسالته عدت الى مصر فور علمي بما حدث لأمي واصرارها على الإقامة في إحدى دور المسنين ، فوجئت أمي بانني انهيت كل أعمالي في لندن ، وعدت انا واسرتي الصغيرة للعيش معها في شقتها و عن فرحه امي كانت لا توصف.
العبرة - كتب إبنها هذه العبرة في اخر الرسالة
اكتب هذه الرساله لأناشد كل الأبناء الأيتركو اهاليهم في الحياة وحدهما او يتركهم في دور المسنين لقد شاهدت الامان والسعادة الحب في عيني أمي حينما علمت انني سوف أعيش معها ، فلا تحرموا من فرحو العمر في أخر العمر فقد تكون اخر فرحة لهم!
إرسال تعليق