أخر الاخبار

قصة واقعية ذات يوم قالت لي امي ان هناك دكتورا سيتقدم لخطبتي وبدون اي تفكير رفضت الأمر مباشرة

قصة واقعية ذات يوم قالت لي امي ان هناك دكتورا سيتقدم لخطبتي وبدون اي تفكير رفضت الأمر مباشرة


قصة واقعية ذات يوم قالت لي امي ان هناك دكتورا سيتقدم لخطبتي ، وبدون اي تفكير رفضت الأمر مباشرة ، فقلت لها : أن الدكاترة لا يتزوجون من فتاة اقل من مستواهم التعليمي ، وانا حتي لم اكمل البكالوريا ، إذا كان عرضه غطاء لشيء آخر ، فقد يحاول استغلال ظروفي وظروف معيشتي خاصة أن ليس لدي إخوة ، وقد توفي والدي منذ سنوات عديدة.


أمي…!!! لا تكوني طيبة لهذه الدرجة ، لم تقتنع امي بكلامي وبدلاً من ذلك ، قامت بتوبيخي على كل العرسان الذين رفضتهم وعدم السماح لبعضهم حتى دخول المنزل ، فاكنت دائما ابحث عن عيب في اي عريس يتقدم لي حتي ارفضهو وبهذه الطريقة اتخلص من منهم ، كانت والدتي تحاول تفهم مني سبب رفضي وتحاول اقناعي فقد تخطيت الثلاثون من عمري ولحد الأن أرفض اي عريس يتقدم لي لأسباب وهمية وغريبة كما تسميها هي، حتي لم يعد يأتي لي عرسان للتقدم.


فقررت امي استقبال الدكتور وعزمت علي ذالك هذه المرة دون أخذ رائ او حتي الأستماع لي ، فأصبحت أفكر في طريقة ما حتي اجعلها ترفضه ، لقد توصلت إلى عدد من الطرق المختلفة للتهرب منه . كنت أشبه شخصًا كان يستعد لمعركة كان ينوي الفوز بها بأي ثمن.

وعندما كان هو وعدد من أفراد أسرته يشقون طريقهم إلى الباب الأمامي لمنزلنا عندما رأيته من نافذة غرفتي ، لفت انتباهي ملابسه المهندمة تواضعه مع أمي و ابتسامته الجميلة التي كانت تملئ وجه ، ومع ذلك كنت مصرة علي الرفض ، أبلغتني والدتي أنه طلب رؤيتي وعندما دخلت غرفة الضيوف رأيته ينظر اليه وهو مبتسم ونادي علي بأسمي.


فقد اندهشت ، فأكمل كلامه أعلم أنك لا تتذكرينني ، لكني أتذكرك" الطاولة الثالثة من اول الباب ، القاعة الأخيرة في الصالة ، اختبار البكالوريا ، كنتي تبكين أثناء الاختبار افترضت أنك تبكي لأن الاختبار كان صعبًا ، قبل أن أعرف أن والدك قد توفي في ذلك اليوم حزنت عليكي بما أن والدتي قد توفيت أيضًا كنت اشعر بك فأنا يتيم مثلك ، كنت انتظر يوم ظهور النتائج بفارغ الصبر حتي افرح بنجاحك ، خاصتا عندما علمت أنك طالبة مجتهدة ودرجاتك ممتازة في الدراسة.



كنت دائما انتظرك كل عام في الجامعة لكوننا درسنا في تخصص واحد ، كنت ابحث عنك في المدرج ، في سيارة نقل الطلبة ، في القطار ، في كل مكان ، لكنني لم اجدك ابدأ ، و مرت السنوات والأن الحمد لله تخرجت من الجامعة واليوم اصبحت استاذا فيها ، كنتي دائما اتذكرك وقررت ان ابحث عنك و كنت سعيد جدا عندما علمت انكي لم تتزوجي حتي الأن ، وقد جهزت نفسي وقررت القدوم لخطبتك ، فأخبرني الناس أنكي دائما ترفضين كل العرسان الذين يتقدومين اليكي ، استغربت من ذالك وتمهلت حتي لم احاول الأقتراب لأفهم ما هو السبب ، الي أن رأيتك في محل  عمل صديقي فسألته عنك ، أوضح أنك جئت تبحث عن عمل بأي أجر يكفيكي انتي واولدتك المتعبة.


فعلمت في ذلك الوقت أنك مصدر دخلها الأساسي ، ولهذا قررتي عدم العودة إلى المدرسة ، وأن تزوجتي فلن يعيلها احد دونك ، و أعتقد كل ما تقدموا لكي رفضوا الأمر ورفضو الأهتمام بها او انكي لم تتجرئي علي طلب ذلك بعدما يئستي منهم ، فطلبت من صديقي فورا إيجاد عمل يناسبك ، وقررت ايضا انا اسحب المبلغ الذي كنت مودعه في البنك لشراء بيتا كبير يكفينا انا وانتي ووالدتك طبعا ، إذا فعلت ذلك ، فستكون مثل والدتي التي فقدتها منذ سنوات عديدة، نتيجة لذلك  لن تحتاجي إلى العمل  مكان والدك ، وبفضلك لن أصبح يتيمًا بعد الآن ، فما رأيك؟.


كادت الدموع تنهمر من عيني وانا اسمع هذا اكلام ، لم أبكِ أمام شخص غريب منذ وقت طويل ، بعد أن رحل والدي نذرت ألا أبكي أمام أي شخص ، ولا حتى  امام الدتي ، لأن العالم الخارجي قاسٍ ولا يرحم ، و اليوم يمكنني أن أبكي كالطفل مرة أخرى دون أن أشعر بالعجز أو الإذلال! فكلماته جعلتني اشعر وكأن والدي عاد علي قيد الحياة مرة اخري ، ثم ابتسمت ابتسامة عريضة من قلبي وسألته وماذا عن شروطك انت ؟.


فقال: أنتي شرطي الوحيد ، لقد تعرفت عليك جيدًا ، ربما أفضل مما تعرفيه عن نفسك ، اعرف جيدا ما الذي يجلب لك الفرح و السعادة وما الذي يجعلك تبكي ، وأنا واثق من أن طول معاناتي حتى وصولي إليكي هنا قد أقنعكي بأني أتفق معك انت مهما كان الأمر.
 
والحمدلله والصلاة على رسول الله


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -