قصة الشاب الذي اعجب بفتاة لم تبلغ السبع سنوات | قصة موثرة
شاب من دولة عربية في العشرينات من عمره يقول : تعودت علي المشي قليلا كل يوم في المساء ، فاذهب لمده نصف ساعة ثم اعود الي المنزل ، وكنت دائما اثناء سيري اري طفلة لم تبلغ السابعة سنوات ، كنت اراها دائما تلاحق فراشة تقف علي إحدي انوار الإضاءة المعلقة علي سور أحد المنازل.
لقد لفتت انتباهي بملابسة الأنيقة وشكلها الجميل ، فكانت ترتدي فستان ابيض جميل ولا ترتدي حذاء وكانت عينها خضراوان وشعرها طويل وناعم مثل الحرير ، كنت امر من امامها يوميا وانا انظر إليها ولاكن في البداية كانت لم تلاحظ مروري ، وذات يوم اتجهت إليها وسألتها عن اسمها ؟ نظرت اليه ثم قالت : أسماء ، فقلت لها : اين يوجد منزلك ؟ فرفعت يديها واشارت علي غرفة مبنية من الخشب بجوار سور أحد المنازل وقالت : هذا هو بيتنا أعيش هناك مع أمي واخي سعيد.
فسألتها عن والدها ؟ ردت وقالت : أبي كان يعمل في إحدي الشركات الكبيرة ، وكانت وظيفته سائقاً في الشركة ، توفي في حادث مروري ، لم تكمل حديثة عندما رأت اخوها سعيد يخرج من البيت جارياً الي الشارع وذهبت تجري للتلاحقه ، فذهبت في حال سبيلي ، وكنت يوميا استوقفها واتحدث معها ، سألتها : ما هي امنياتك ؟ قالت : كل صباح اذهب الي نهاية الشارع فقط لأري الطلاب والطالبات وهم يدخلون هذه المدرسة وانتظر حتي يدخلون جميعا الي هذا المكان الصغير من باب واحد ويردتدون ملابس موحده ولا اعرف ماذا يحدث خلف هذا السور الكبير.
امنيتي هي أن اصحو كل يوم في الصباح لأذهب لهذا المكان ، ولاكن ليس لأشاهده من بعيد ، اريد أن البس ملابس مثلهم و أدخل معهم هذا العالم واشاركهم اوقتهم واعيش معهم هذه الرحله و تعلم القراءة والكتابة ، لا اعرف ما الذي جذبني لهذه الطفلة الصغيرة ، رغم ظروفها الصعبة ولاكنها مازلت متمسكة بالتعليم وهذه الأشياء الذي تمنح لأي شخص في عمرها ، كنت أحضر لها شيئاً معي دئما كلما ممرت من هذا الشارع ، كنت احضر لها ملابس ، حذاء ، ألعاب ، اكل…. ، قالت لي في إحدي الأيام أن تعملت الخياطة والتطريز من خادمة تعمل في أحد البيوت المجاورة وطلبت مني أن اشتري قماشا وأدوات الخياطة ، فاشتريت لها ما طلبت ، وفي يوم من الأيام طلبت مني شيئاً غريباً ، قالت لي : أريد منك أن تعلمني كيف اكتب كلمة أحبك.
فورا جلست انا وهي علي الأرض ، ثم أخذت عصا علي الأرض وبدات اكتب علي الرمل كلمة أحبك ، وهكذا كل يوم كنت اكتب لها كلمة احبك وكانت تراقبني على ضوء عمود إنارة في الشارع وهي تبتسم حتي علمتها كتابتها جيداً ، وفي ليلة من الليالي ذهبت إليها وبعد أن تحدثت معها ، قالت لي : اريد منك ان تغمض عينيك ولا اعرف لماذا كنت تصر علي ذلك ، فأغمضت عيني ، فوجئت بها تقبلني ثم ذهبت راكضة الي الغرفة الخشبية ، وفي ثاني يوم حصل لي ظرف طارئ ، فكان علي السفر خارج المدينة لمده اسبوعين متواصلين ، وكنت لم استطيع الذهاب إليها واودعها.
فذهبت الي رحلتي وكنت أعرف أنها سوف تنتظر مجيئي كل يوم ، وعندما عدت من رحلتي كنت لم اشتاق لأي شئ في المدينة اكثر من شوقي لأري اسماء ، وفي مساء الليل ذهبت إليه مسرعاً ووصلت المكان قبل موعدي ، وكان عمود الإنارة الذي اعتدنا الجلوس تحته لا يضيء كان الشارع يسنكه السكوت والهدوء تماماً احسست وقتها بشئ غريب ، انتظرت كثيراً وانا واقف في نفس المكان ولكنها لم تأتي فعدت لمنزلي وهكذا كنت اذهب ليلاً في نفس المكان ولم اجده لمده خمسة أيام ، وعندها قررت الذهاب لوالدتها لسؤالها عنها فقد تكون مريضة ، فذهبت إلي بيتها الخشبي ثم طرقت الباب علي استحياء ، فخرج اخوها سعيد ثم خرجت والدته من بعده وقالت عندما رائتني يا إلهي لقد حضر إبنتي وصفتك كما انت تماماً.
ثم بدأت تبكي ، علمت وقتها أن حدث شئ ما ، ولكني لم اعرف ما حدث بظبط ، فبدأت اهداء والداتها وقلت لها : ماذا حدث؟
فقالت : اجيبيني من فضلك وقالت : لقد توفيت اسماء وقالت لي قبل وفاتها سيأتي شخص للسؤال عني فأعطيه هذا ، سألتها من يكون ذلك الشخص ، قالت : أعلم انه سوف سيأتي الي هنا ليسأل عليه ، وطلبت من أن اعطيك هذه القطعة ، فسألت والدتها ماذا حدث لها وما الذي اصابها ، قالت لي : توفيت أسماء في إحدي الليالي وهي كانت مريضة بعياء شديد ودرجة حرارتها كنت مرتفعة جدا ، فذهبت بها الى أحد المستوصفات القريبة الخاصة.
فطلب الطبيب مني مبلغ كبير من المال حتي يقوم بالكشف عليه ويكتب لها بعد الأدوية وكنت لم املك من المال الا شئ بسيط فتركت الطبيب وذهبت الي مستشفي عامة وكلما كان يمر الوقت كانت تزداد حالتها سوء ، وعندما وصلت الي المستشفي العامة رفضو إدخالها لعدم وجود ملف لها في هذه المستشفي ، رجعت إلي المنزل خائبة الأمل لعدم مقدرتي علي فعل شئ لها وقمت بسرعة بتحضير لها الماء الساقع لكي أضع لها الكمادات ولكنها كانت تلفظ انفاسها الأخيرة بين يدي ثم أجهشت في بكاء شديد ، لقد توفيت .. توفيت اسماء ، لم اعرف ما الذي حدث لقد خانتني دموعي بالفعل لقد خانتني ، لأنني لم أستطيع البكاء .. لم أستطيع البكاء للتعبير بدموعي عن الحالة الذي كنت فيها حينها ، لم أعرف كيف ان اوصف شعوري .. لا اعرف وصفه لا أستطيع.
خرجت من بيتها ومسرعا و أنا لم افهم ما الذي افعلو ولماذا لم اعد الي منزلي كنت اتمشي في الشارع الذي كنت اقابلها فيه ، وفجأة تذكرت الشئ الذي اعطتني إيها والدتها ، وعندما فتحته وجدت قطعة من القماش صغيرة منقوش عليها بشكل رائع كلمة أحبك ممتزجه بقطرات من الدم متخثرة .. يا إلهي ، والأن قد فهمت سر رغبتها في تعلم كتابة هذه الكملة وفهمت ايضاً لماذا كانت تخفي يديها خلف ظهرها في اخر لقاء معها ، لقد كانت أصابعها مجروحة من وخز الإبرة في الخياطة والتطريز.
لقد كانت اجمل واصدق كلمة أحبك في حياتي.
إرسال تعليق