قصة رغيف الخبز المسمم | في كل صباح كانت تستيقظ إمراة وتقوم بخبز العيش لأسرتها
في كل صباح كانت تستيقظ إمراة وتقوم بخبز العيش لأسرتها ، وكانت تقوم بخبز رغيف عيش اضافياً لأي مسكين جائع ، كانت تضع الرغيف كل يوم علي سطح النافذة لأي عابر سبيل جائع ليأخذه ، كان يأتي كل يوم رجل فقيراً أحدب من اخر القرية ليأخذ ذلك الرغيف وكان يردد كلمتان دائماً وهما " الشر الذي تقوم به سيبقي معك ، والخير الذي تقوم به سيعود إليك " بدلاً أن يظهر عرفان الجميل لأهل البيت ، فكان يأتي يومياً هذا الأحداب ويكرر تلك الكلمات ، شعرت المرأة بالحزن لان هذا الرجل لم يعرب عن امتنانه لها مما تصنعه ، ثم بدأت تتحدث مع نفسه متسائلة : هل تري ما يعنيه هذا الأحدب عندما يمر يومياً ويكرر جملته المبهمة قبل المغادرة ، فما يقصد من هذه الجملة؟! ، وذات اليوم خططت لأمر وقررت أنها يوما ما سوف تتخلص من هذا الرجل.
ظل الوضع كما هو يأتي الرجل الأحدب كل يوم يأخذ الخبز وهو يردد " الشر الذي تقوم به سيبقي معك ، والخير الذي تقوم به سيعود إليك " فتذمرت المرأة وغضبت من تصرفات هذا الرجل وققرت أن تنفذ ما خططت له اليوم القادم ، وبالفعل سكبت بعض السم داخل رغيف الخبز الذي خبزته له في صباح اليوم ، كان يتبقي اقل من 10 دقائق علي مجيء الرجل الأحدب كما يأتي يومياً ، ترددت المرأة و في وضع الرغيف علي سطح النافذة كثيراً ولكنه حسمت الأمر وذهبت لتضع الرغيف وعندما اقتربت من النافذة إرتجفت يديها بشدة وقالت : ما الذي ساقوم به ؟! ، تراجعت عن فعلتها فوراً القت الرغيف في النار ليحترق ، ثم ذهب وخبزت رغيف ثاني ووضعته علي سطح النافذة ، وكما يحدث دائماً أتي الأحدب وأخذ الرغيف وهو يكرر جملته " الشر الذي تقوم به سيبقي معك ، والخير الذي تقوم به سيعود إليك " ذهب الرجل الي سبيله و هو غير مدرك شئ عن الحرب الذي تقوم داخل عقل هذه المرأة.
عندما كانت المرأة تقوم بخبز العيش يومياً كانت تدعي لأبنها الذي سافر منذو سنوات طويلة للعمل لكي يصنع مستقبله ويعيش حياة كريمة ، ولكن مررت عدة سنوات لما تعرف عنه اي شئ ، كانت تتمني أن تراه مرة اخري وكانت تدعي دائماً أن يعود لها سالماً ، في تلك اليوم الذي أحرقت فيه هذا الرغيف المسموم
طرق باب البيت في المساء ، وعندما فتحت الباب تفاجأت بوجود إبنها يقف أمامها ، ولكنه كان متعب جداً شاحب الوجه ملابسه متسخه وشبه ممزقة ، كان جائعاً جداً ، وعندما نظر والدته قال : إن وصولي إلي هنا لمعجزة كبيرة لقد كنت علي بعد مسافة كبيرة من هنا كنت مرهقاً وأشعر بالتعب والإعياء الشديد فسقطت ارضاً وكنت سأموت من الجوع لولا مر من أمامي رجل احدب وكان معه رغيف خبز فطلبت منه أن يعطيني الرغيف ، وكان الرجل جميل القلب اعطاني الرغيف كاملاً وقال لي : أن هذا الرغيف هو طعامه طوال اليوم ، وإنه سيعطني الرغيف لاني بحاجة له أكثر منه.
كان رد فعل الأم علي سماع هذا الكلام رعباً وشحوباً فسندت يديها علي الباب وتذكرت رغيف العيش المسموم الذي خبزته في الصباح ، قد كان إبنها سوف يأكله ويفارق الحياة إذا لم تتخلص منه ، فأدركت حينها ما كان يقصده الرجل الأحدب " الشر الذي تقوم به سيبقي معك ، والخير الذي تقوم به سيعود إليك "
حفظكم الله الشر والأذي وامنكم في رعايته.
إرسال تعليق