الزوجان السعداء ولكنهم تعساء
عندما بلغت ال27 عاماً من عمري وعندما نضج عقلي شعرت بأنني قادر علي تحمل المسؤلية فققرت أن اتزوج .. وبلفعل تزوجت من فتاة اعجبت بها ومرت الأيام والسنين ولكن لم يرزقني الله بمولود واحد
فطلبت من زوجتي أن نذهب لطبيب وقمنا بذهاب وعمل التحاليل الأزمة ، وعندما حصلت علي نتائج التحاليل تبين أن المشكلة من طرف زوجتي وبعد مرور سنوات كثيرة في المستشفيات والعلاج لكن بدون فائدة ، خاصتاً أن زوجتي تعبت من كثر العلاج وغير قادرة علي التحمل ، فكان ليس لدينا غير شئ واحد نقوم به حتي تصبح زوجتي قادرة علي الحمل والأنجاب ، والأمر هذا أن تخضع زوجتي لعملية جراحية ولكن نسبة النجاح في هذه العملية قليلة للغاية ، وإن فشلت سيسبب ذلك مشاكل صحية كثيرة لزوجتي ولكن ليس أمامنا سوي تلك هذا الأمر.
فبدأت في اجرأت عمل العملية وبلفعل تم تحديد معاد لعمل العملية لزوجتي ، وفي صباح اليوم المحدد لأجراء العملية جلست احاور نفسي ، كيف يمكنني أن اغامر بصحة زوجتي او خسارتها إذا لم تنجح العملية فلا اريد كل هذا ، ثم دخلت غرفة زوجتي وقلت لها انا لا اريريد هذا المولود ، فقط اريدك انتي فأنا احبك ولن اقوم بعمل العملية علي حساب صحتك ، قالت : وأن ايضاً احبك كثيراً واعلم أنك تريد ولداً لذلك لا اريد أراك حزين ، فأرجوك لا تلغي موعد العملية ، فرفضت ذلك الأمر وقمت بمحادثة الطبيب وطلبت منه إلغاء العملية رغم أني كنت ادعي أن يكرمني الله بولداً ولكني تركت الأمر كله لله وتوكلت عليه وانا اثق في اي شئ يختاره لي.
كانت والدتي دائما تحدثني للزواج مرة اخري ولكنني كنت أرفض دائماً هذه الفكرة ، تحدثت مع والدتي أنني تزوجت هذه المرأة وأنا احبها ولكن هذه هي أرادة الله سبحانه وتعالي فهي ليس لها ذنب في ذلك ، فليس عندي اي مشكلة أنا أعيش باقية حياتي مع زوجتي بدون أولاد علي أن اظلمها بالزواج عليها مرة أخري ، فما كتبه الله لي أنا راضياً به.
مرت الأيام وكنت اتحمل ما يقوله لي من اقارب واصدقاء وأهل ، كان هذا الكلام يضيق صدري ولكني كنت احاول المقاومة والتجاهل ، حتي عندما كنت مجتمع مع اصدقائي في إحدي الأيام فقال لي أحدهم أنت رجل رائع عندما تقرر فعل اي شئ بلفعل تقوم به وبأفضل الطرق ، وأثناء حديث صديقي معي مر من أمامنا طفل صغير لم يتخطي الثلاث اعوام ثم جري مسرعاً إلي حضن والده ، أحد اصدقائي الجالسين معنا.
فنظرت له بحب وتمنيت أن يعطيني الله طفلاً مثل صديقي ، فتحدث إليه والده قائلاً : بالفعل انت تسطيع فعل اي شئ ولديك إرادة ولكنك لم تستطيع إنجاب والداً وضحك بصوت عالي ، تمزق قلبي عندما سمعت هذه الكلمات الساخرة وكنت اتغلغل من الداخل ولكني كتمت كل هذه المشاعر وخرجت فوراً من الغرفة.
وعندما ذهبت لمكان لايوجد به احداً انهمرت من البكاء بحرقة فكلمات تلك الناس لم تفارق اذني و قلبي يحمل بداخله الكثير من الألم ، فارفعت يدي إلي السماء ودعيت بكل ألم وحرقة ، يارب أعطيني والداً ، يارب أعطيني والداً ، ف إذا كنا أنا وزوجتي غير قادرين .. فأنت وحدك قادر علي كل شئ.
ثم عودت إلي بيتي وقلبي يملائه الحزن والألم ، وبعد اسبوع تعبت زوجتي وسقطت أرضاً ففزعت وقمت بأخذه للطبيب ، وعندما خرج الطبيب من الغرفة وقال لي : مبروك زوجتك حامل ، في هذه الكلمات اصلحت كل شئ تحطم في قلبي ، فركعت وانا أبكي من شدة الفرحة وحمدت الله كثيراً علي نعمة الخلفة والأولاد.
إرسال تعليق