قصة تعرضت لحادث غير حياتي
وذات يوم اخبرتني حبيبتي انها عثرت لي على وظيفة في شركة كبيرة وكان الراتب ثلاث اضعاف مرتبي في عملي حالياً ، كنت خائف أن اترك عملي ولا استيطع العمل في الشركة الأخري ، لكن حبيبتي شجعتني علي اخذ خطوة لأنها فرصة لن تعوض ولكي استطيع شراء لها ما تريد وافقت في النهاية ، وطلبت من مديري أن يعطيني يومين اجازة ، وبلفعل ذهبت فوراً للتقديم في الشركة.
واثناء مروري للطريق صدمتني سيارة تسير بسرعة عالية ، كنت سعيد للغاية ولم انظر علي الطريق كنت كل ما اريد احصل على القبول في الوظيفة لكي اسعد حبيبتي و اوفر لها كل ما تحتاج.
لم اتذكر شيء بعدها إلا وانا على سرير المشفي ولم اشعر بقدمي اليمنى وعندما فتحت عيني رأيت فتاة جميلة تقف بجانبي وتنظر إليه وهي تبكي ، فقلت لها من انتي ؟ ومن الذي جاء بى الى هنا ؟ قالت لي : ارجوك اهدأ وسف اخبرك بكل شيء في الوقت المناسب ، شعرت بألم شديد في قدمي اليمني فصخرت من شدة الألم دخل الطبيب مسرعاً
واعطاني حقنة مسكنة للألم وقال : يجب عليك ان تهدأ حتي تستقر حالتك ، وسوف نخبرك بكل ما تريد معرفته ، فنمت حتي حل المساء وعندما استيقظت حضر الطبيب وقال لي : لقد تعرضت لحادث اليم تسبب في فقدان رجلك اليمنى ، انهمرت من البكاء كانت الصدمة قاسية للغاية ، حضرت الفتاة وبدأت تهدئني وتقول لي : انا اسفه عما حدث لك واخبرتني انها السبب في كل ما حدث لي واعتذرت لي كثيراً عن ما حدث.
فتصلت بحبيبتي واخبرتها بكل ما حدث فجأت سريعاً الى المشفي وعندما نظرت لي في هذه الحالة إنصدمت ولم تقول شيء سوي اسفة .. اتمني لك الشفاء العاجل ثم تركتني وذهبت الى بيتها ، وبعد ساعة وصلتني رسالة منها على الهاتف تقول فيها : اعتذر لك .. لم اقدر على تكملة مشواري معك وقد اتي إليه عريس اليوم وطلب الزواج بي من والدي واهلي اصرو علي الزواج به ، ثم قفلت هاتفها ولم استيطع التحدث معها او اتواصل معها وعلمت بعد فتره أنها غيرت شريحة الهاتف.
وبعد مرور شهر ، قال لي الطبيب لقد تحسنت حالتك الصحية والنفسية وسمح لي بالذهاب علي كرسي متحرك ، كانت هذه الفتاة معي دائماً ولم تتركني حتي وصلتني الى منزلي ، وعندما علمت انني اعيش وحيداً في منزلي قالت لي أنها سوف تأتي يومياً لتساعدني في امور حياتي ثم إنصرفت ، وعندما بقيت عاجزاً وحيداً في منزلي فبكيت بحرقة وقلت يارب لماذا ؟ لماذا حياتي تدمرت وتركتني حبيبتي وخسرت عملي و أصبحت عاجز طوال حياتي.
لم يطول حزني خصوصاً فهذه الفتاة لم تجعلني اشعر بالوحدة و جعلتني اشعر بافرح من جديد فكانت تأتي كل يوم تساعدني في كل شيء لدرجة انها إذا تأخرت يوماً اشعر بأنني يتيم ، وبعد مرور عدة اشهر جاء صديقي لزيارتي ومعه استدعاء من الجيش لي وله لقضاء الخدمة العسكرية ، فنصدم عندما رأني بهذه الحالة فحكيت له ما حدث وبعد يومين جائني ومعه إعفائي نهائيا من الجيش بسبب ظروفي الصحية ، شكرته كثيراً ودعيت له بامجيء بالسلامة ، وبعد فترة قصيرة جائني هاتف بخبر وقاة صديقي بسبب انفجار ضخم لأنبيب غاز في اخدي المستودعات.
حزنت عليه كثيراً كما شكرت ربي علي عدم ذهابي للجيش ، وبعد فترة اخبرني احد جيراني أن حبيبتي تزوجت ودائماً علي خلاف مع زوجها بسبب إنها عقيمة لا تسطيع الخلفة ، فبكيت عليها وحمدت الله انني لم اتزوج بها خصوصأ انني احب الأطفال كثيراً ، وبعد فترة انتشر خبر إفلاس الشركة التي تقدمت لها بسبب ديونها المتراكمة وطردت جميع الموظفين ، فحمدت الله على رحمته بي.
اثناء هذه الفترة الذي طالت لكثر من 3 شهور كانت الفتاة الجميلة تأتي بإستمرار وتحضر لي كل ما احتاج فقررت أن اطلب الزواج منها ولكنني كنت في متردد وخائف أن ترفضني واخسرها فأنا تعودت علي رؤيتها يومياً ولم اتحمل غيابها عني ، واثناء تفكيري في الأمر دق جرس الباب فكانت هي الفتاة ، سلمت عليه وتفقدت حالتي وذهبت لتعمل لي الغداء فقررت أن اقول لها في هذا الوقت لأنني لم استطيع اخفاء مشاعري إتجاها اكثر من ذلك ، ولكن المفجاة انها جأت لي.
وقالت : هل تقبل الزواج مني؟ ، لم اصدق ما سمعت وبداء جسمي يرتجف فقلت لها ماذا قلتي ؟ قالت هل تقبل الزواج مني؟ لقد احببتك واحببت العيش معك بكل تفاصيلها ، و أبقي سعيدة للغاية عند مجيئي لزيارتك ،فأنا حقاً احبك ولا يمكنني العيش من غيرك.
فقلت لها : لكنني فاقد ساقي اليمني وهذ الأمر سوف يجعلني غير قادر علي العمل ، فقالت لي : والدي رجل اعمال لديه عدة شركات ونحتاج شخص امين ومحترم مثلك ليبقي مدير في إحدي الشركات وهذا العمل لا يحتاج منك أن تتحرك سيكون كامل عملك على المكتب ، اندهشت و لم استطيع اتماسك نفسي امام كلامها فبكيت بشدة ، فقالت لي : لماذا تبكي ؟
فقلت لها : لأنني ظننت أن ما حدث لي بلاء ولكنني لم اعرف حكمة الله في الأمر ، هذا الحادث غير حياتي كلياً لقد اعطاني وانا عاجز ما لم استطيع تحقيقه وانا سليم ، سامحني يارب عن سوء ظني بك ، سامحني يارب عن سوء ظني بك.
اصبر على ما اصابك واحسن ظنك بالله
( فالله إذا اعطي ادهش العقول عطاء)
إرسال تعليق